لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
218596 مشاهدة print word pdf
line-top
تعظيم الشيعة لعلي دون الله

...............................................................................


هذه عظمة الخالق فهل هؤلاء لهم من ذلك شيء؟ ولكن لما سول لهم الشيطان أوقعهم في تعظيم هؤلاء البشر، وزين لهم أنهم يعطون، ويمنعون، ويملكون الخير، والشر فوصفوهم بصفات الخالق سبحانه وتعالى كما يعتقد ذلك من يعتقدون في عليٍّ الذين يزورونه في النجف يعتقدون أنه يسمعهم وأنه ينفعهم وأنه يفيدهم وأنه ينصرهم ويتعلقون بحكايات موجودة في كتبهم من الأكاذيب التي لا أساس لها، فهؤلاء ما استحضروا عظمة الخالق سبحانه فنقول إن القصد من معرفة صفات الله سبحانه وتعالى أن يعظم بتلك الصفات، وأن يدين له العباد وأن ينصرفوا بقلوبهم عن المخلوقات، فإذا كانوا كذلك فإنهم ممن عظموا الله تعالى حق تعظيمه تتكرر الأدلة والآثار ونحوها التي فيها صفة الله تعالى بأنه واسع، حكيم، وبأنه سميع، بصير أنه يسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء وأنه لا تشتبه عليه اللغات ولا تغلطه كثرة المسائل مع اختلاف اللغات، وتفنن المسئولات يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ .
يعطي من سأله، ويجيب من دعاه، ويسمع من دعاه، وناداه وطلب منه ولا يشغله شأن عن شأن وُصف بأنه البصير لا يخفى عليه شيء. يرى كل شيء من المخلوقات ولا يخفى عليه منها خافية كما أخبر بذلك سبحانه. كذلك وصف نفسه بالقرب من عباده فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ .

line-bottom